حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٦٦
وانبرى الامام فأقام الدليل القاطع على ما ذهب إليه قائلا:
" لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة، والله تعالى يقول: (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير) (1).
وأضاف الامام يقول:
فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم... هم الذين وصفهم الله في كتابه، فقال: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وهم الذين قال رسول الله (ص): " إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي؟؟ أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا على الحوض، انظروا كيف تخلفوني فيهما، أيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " (2).
وسارع العلماء قائلين بصوت واحد:
" أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة هم الآل، أو غير الآل؟ ".
فقال (عليه السلام):
" هم الآل... ".
واعترضوا على الامام قائلين:
" هذا رسول الله (ص) يؤثر عنه أنه قال: أمتي آلي، وهؤلاء أصحابه يقولون:
بالخبر المستفيض الذي لا يمكن دفعه آل محمد أمته.. ".
وأخذ الامام يرد على افتعال الحديث وعدم صحته قائلا:
" أخبروني هل تحرم الصدقة على آل محمد.. ".
" نعم... ".
" هل تحرم - أي الصدقة - على الأمة؟ ".
" لا.. ". وسارع الامام بعد إقامة الحجة عليهم قائلا:
" هذا فرق بين الآل، وبين الأمة، ويحكم أين يذهب بكم!! (أصرفتم عن الذكر صفحا، أم أنتم قوم مسرفون)؟ أما علمتم انما وقعت الرواية في الظاهر على المصطفين المهتدين دون سائرهم ".

(١) سورة فاطر / آية ٢٩.
(٢) حديث الثقلين: متواتر، قطعي الصدور روته الصحاح والسنن.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست