حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٦٩
لينتهي؟؟ بنو وليعة (1) لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يعني عليا (عليه السلام) (2) فهذه خصوصية لا يتقدمها أحد، فضل لا يختلف فيه بشر، وشرف لا يسبقه إليه خلق، إذ جعل نفس علي كنفسه، فهذه الثالثة:
وأما الرابعة: فاخراجه الناس من مسجده ما خلا العترة، حين تكلم الناس في ذلك، وتكلم العباس فقال: يا رسول الله تركت عليا، وأخرجتنا، فقال رسول الله (ص): ما أنا تركته وأخرجتكم، ولكن الله تركه، وأخرجكم وفي هذا بيان قوله لعلي (عليه السلام): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى ".
وقال العلماء:
" فأين هذا من القرآن؟ ".
فأجابهم الامام: ان ذلك موجود في القرآن الكريم، فقالوا له: هات فتلا عليهم قول الله تعالى:
(وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة) (3) ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى، وفيها أيضا منزلة علي (عليه السلام) من رسول الله (ص) ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله (ص):
" إن هذا المسجد لا يحل لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وآل محمد ".
وأنكرت العلماء معرفة ذلك، وقالوا للامام:
" هذا الشرح، وهذا البيان لا يوجد، أعندكم معشر أهل بيت رسول الله (ص)؟ ".
فأجابهم الامام:
" ومن ينكر لنا ذلك؟ ورسول الله (ص) يقول: " أنت مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها " ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره إلا معاند، ولله عز وجل الحمد على ذلك، فهذه الرابعة.

(1) بنو وليعة: حي من كنده.
(2) في العيون: عنى بأنفسنا عليا وعنى بالأبناء الحسن والحسين وعنى بالنساء فاطمة (عليهم السلام)، وقد اتفق جمهور المفسرين على ذلك.
(3) سورة يونس / آية 87.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست