حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٦٢
إلى توحيد الله فيما تقدم، وما تأخر لان مشركي مكة أسلم بعضهم، وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقي منهم لم يقدر على انكار التوحيد، عليه، إذا دعا الناس إليه، فصار ذنبه عند ذلك مغفورا بظهوره عليهم.. ".
س 13 - لله درك يا أبا الحسن!! اخبرني عن قول الله عز وجل: (عفا الله عنك لم أذنت لهم؟ (1).
ج 13 - هذا مما نزل، بإياك أعني، واسمعي يا جارة - خاطب الله عز وجل بذلك نبيه، وأراد به أمته، وكذلك قوله تعالى:
(لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) (2) وقوله عز وجل (لولا أن ثبتناك لقد كنت تركن إليهم شيئا قليلا) (3).
س 14 - إن رسول الله (ص) قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال لها: سبحان الذي خلقك وانما أراد بذلك تنزيه الباري عز وجل عن قول: من زعم أن الملائكة بنات الله فقال الله عز وجل:
(أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما) (5)... فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجئ رسول الله (ص) وقوله لها: سبحان الذي خلقك فلم يعلم زيد ما أراد بذلك وظن أنه قال ذلك لما أعجبته من حسنها فجاء إلى النبي (ص) وقال له: يا رسول الله إن امرأتي في خلقها وإني أريد طلاقها فقال له النبي:
أمسك عليك زوجك واتق الله وقد كان الله عرفه عدد أزواجه وان تلك المرأة منهن فأخفى ذلك في نفسه، ولم يبده لزيد، وخشي الناس أن يقولوا: إن محمدا يقول لمولاه:

(1) سورة التوبة / آية 43.
(2) سورة الزمر / آية 65.
(3) سورة الإسراء / آية 74.
(4) سورة الأحزاب / آية 37.
(5) سورة الإسراء / آية 40.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست