حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٤٤
روح القدس؟
ثم انك تقول: في شهادة عيسى على نفسه، حقا أقول لكم: انه لا يصعد إلى السماء إلا من نزل منها، إلا راكب البعير خاتم الأنبياء، فإنه يصعد إلى السماء وينزل فما تقول في هذا القول؟
واعترف الجاثليق بما قالوه في المسيح، وما قاله السيد المسيح في نفسه، فقال:
" هذا قول عيسى لا ننكره.. ".
فقال له الامام:
" فما تقول في شهادة الوقا ومرقانوس ومتى على عيسى وما نسبوا إليه؟.. ".
وراح الجاثليق يزكي السيد المسيح، ويكذب ما نسبوه له قائلا:
" كذبوا على عيسى... ".
والتفت الإمام (عليه السلام) إلى من حضر في مجلسه من القادة والعلماء قائلا:
" يا قوم أليس قد زكاهم، وشهد انهم علماء الإنجيل وقولهم حق؟.. ".
وبان الانكسار على الجاثليق وراح يلتمس من الامام أن لا يسأله فقال:
" يا عالم المسلمين أحب ان تعفيني من أمر هؤلاء ".
فأعفاه الامام، ثم قال له:
" سلني عما بدا لك.. ".
وبهر الجاثليق من علوم الامام التي هي امتداد ذاتي لعلوم جده سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله)، وقال بخضوع واكبار للامام:
" ليسألك غيري، فوالله ما ظننت أن في علماء المسلمين مثلك.. ". وأطرق الجاثليق برأسه إلى الأرض، وعج المجلس بالتهليل والتكبير، واستبان للمأمون وغيره ان الإمام (عليه السلام) نفحة قدسية من نفحات الملة، فقد وهبه لهذه الأمة كما وهب آباءه، ومنحهم من العلوم التي لا حد لها.
مناظرته مع رأس الجالوت:
وكان رأس الجالوت، يمثل الطائفة اليهودية في ذلك المجلس الذي أعده المأمون لامتحان الامام فقال له الامام:
" تسألني أو أسألك؟... ".
" بل أسألك، ولست أقبل منك حجة إلا من التوراة أو من الإنجيل أو من
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست