حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٤٦
" أنا أخبرك بها، أما قوله: جاء النور من قبل طور سيناء فذلك وحي الله تبارك وتعالى الذي أنزله على موسى على جبل طور سيناء، وأما قوله: وأضاء للناس في جبل ساعير فهو الجبل الذي أوحى الله عز وجل إلى عيسى بن مريم وهو عليه، واما قوله:
واستعلن علينا من جبل فاران فذاك جبل من جبال مكة، وبينه وبينها يومان؟ أو يوم.. ".
قال شعيا النبي: فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة رأيت راكبين أضاء لهما الأرض أحدهما على حمار، والآخر على جمل، فمن راكب الحمار، ومن راكب الجمل؟... ".
ولم يعرف رأس الجالوت ذلك رغم انه موجود في التوراة فطلب من الامام ايضاح ذلك له، فقال (عليه السلام):
" أما راكب الحمار فعيسى، وأما راكب الجمل فمحمد (صلى الله عليه وآله) أتنكر هذا في التوراة؟.. ".
ووجه الامام إليه السؤال التالي:
" هل تعرف حبقوق النبي؟... ".
" نعم اني به لعارف.. ".
وأخذ الإمام (عليه السلام) يقرأ ما أثر عنه قائلا:
" فإنه قال: - وكتابكم ينطق به - جاء الله تعالى بالبيان من جبل فاران وامتلأت السماوات من تسبيح أحمد وأمته، يحمل خيله في البحر، كما يحمل في البر يأتينا بكتاب جديد - يعني القرآن الكريم - بعد خراب بيت المقدس، أتعرف هذا وتؤمن به؟.. ".
واعترف رأس الجالوت بذلك، والتفت إليه الامام فأقام عليه حجة أخرى، وهي ما جاء في الزبور، من التبشير بالرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) قائلا:
" فقد قال داود في زبوره - وأنت تقرأه - اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة، فهل تعرف نبيا أقام السنة بعد الفترة غير محمد (صلى الله عليه وآله)؟.. ".
وأخذ رأس الجالوت يراوغ، وينكر الحق قائلا:
" هذا قول داود نعرفه ولا ننكره، ولكنه عنى بذلك عيسى، وامامه هي
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست