حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٤٢
" القول: قولك، ولا إله إلا الله... ".
والتفت الامام إلى رأس الجالوت، فقال له:
" اقبل علي، أسألك بالعشر الآيات التي أنزلت على موسى بن عمران، هل تجد في التوراة مكتوبا نبأ محمد (صلى الله عليه وآله) وأمته إذا جاءت الأمة الأخيرة اتباع راكب البعير، يسبحون الرب جدا، جدا، تسبيحا جديدا في الكنايس الجدد - أراد بها المساجد - فليفزع بنو إسرائيل إليهم، والى ملكهم، لتطمئن قلوبهم، فان ما بأيديهم سيوفا ينتقمون بها من الأمم الكافرة في أقطار الأرض، هكذا هو مكتوب في التوراة... ".
وبهر الجالوت، وراح يقول:
" نعم انا لنجد ذلك كذلك.. ".
والتفت الإمام (عليه السلام) إلى الجاثليق فقال له: " كيف علمك بكتاب شعيا؟... ".
" اعرفه حرفا، حرفا... " وخاطب الامام الجاثليق ورأس الجالوت فقال لهما:
" أتعرفان هذا من كلامه: يا قوم إني رأيت صورة راكب الحمار، لابسا جلابيب النور، ورأيت راكب البعير ضوءه ضوء القمر.. ".
وطفقا قائلين:
" قد قال ذلك شعيا.. ".
والتفت الامام إلى الجاثليق فقال له:
" أتعرف قول عيسى: اني ذاهب إلى ربكم وربي، و " البار قليطا " جاء هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت له، وهو الذي يفسر لكم كل شئ، وهو الذي بيده فضائح الأمم، وهو الذي يكسر عمود الكفر... ".
وبهر الجاثليق، وقال:
" ما ذكرت شيئا من الإنجيل الا ونحن مقرون به.. ".
وراح الامام يقرره ان ما ذكره ثابت في الإنجيل قائلا:
" أتجد هذا في الإنجيل ثابتا؟.. ".
" نعم.. ".
" يا جاثليق: الا تخبرني عن الإنجيل الأول حين افتقدتموه عند من وجدتموه؟
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»
الفهرست