حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٤٠
" إني أسألك عن مسألة؟... ".
" سل فان كان عندي علمها أجبتك... ".
ووجه الامام إليه السؤال التالي:
" ما أنكرت أن عيسى كان يحيي الموتى بإذن الله؟.. ".
وأجاب الجاثليق:
" أنكرت ذلك من قبل، ان من أحيى الموتى، وأبرأ الأكمه والأبرص فهو رب مستحق لان يعبد.. ".
ورد الامام عليه مقالته:
" فان اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى (عليه السلام)، مشى على الماء، وأحيى الموتى، وأبرأ الأكمه والأبرص، فلم لا تتخذه أمته ربا، ولم يعبده أحد من دون الله عز وجل، فأحيى خمسة وثلاثين ألف رجل من بعد موتهم بستين سنة، يا رأس الجالوت، أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة اختارهم (بخت نصر) من سبي بني إسرائيل حين غزا بيت المقدس، ثم انصرف بهم إلى بابل، فأرسله الله عز وجل إليهم، فأحياهم، هذا في التوراة لا يدفعه إلا كافر منكر... ".
وبهر الجاثليق بمعلومات الامام عنهم، وقال:
" قد سمعنا به، وعرفناه... ".
والتفت الامام إلى يهودي كان في المجلس، فأمره أن يقرأ إحدى فصول التوراة، فأخذ في قراءتها، وكان فيه ذكر لبعض الأنبياء، واقبل الامام على رأس الجالوت فقال له:
" أهؤلاء - يعني الأنبياء - كانوا قبل عيسى، أم عيسى كان قبلهم؟... ".
" بل كانوا قبله... ".
وأخذ الامام يتلو عليهم بعض معجزات جده الرسول الأعظم خاتم الأنبياء قائلا:
" لقد اجتمعت قريش على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسألوه أن يحيى لهم موتاهم، فوجه معهم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال له: اذهب إلى الجبانة، فناد بأسماء هؤلاء الرهط، الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك، يا فلان، يا فلان يقول لكم محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله): قوموا بإذن الله عز وجل، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم، فأقبلت قريش تسألهم عن أمورهم، ثم أخبروهم أن محمدا قد بعث نبيا، فقالوا: وددنا أنا أدركناه، فنؤمن به، ولقد أبرأ الأكمه والأبرص
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست