حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٣٩
كفرت بربك ونبيك، وكتابك... ".
وراح الجاثليق يقول:
" لا أنكر ما قد بان لي من الإنجيل، واني لمقر به... ".
والتفت الإمام (عليه السلام) إلى الحاضرين، فطلب منهم الشهادة على اقراره ثم قال له:
" يا جاثليق سل عما بدا لك... ".
وسارع الجاثليق سائلا:
س 2 - " اخبرني عن حواري عيسى بن مريم كم كان عدتهم، وعن علماء الإنجيل كم كانوا؟... ".
ج 2 - " على الخبير سقطت، أما الحواريون فكانوا اثني عشر رجلا وكان أفضلهم وأعلمهم (لوقا) واما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال: " يوحنا " الأكبر - يا حي - و " يوحنا " بقرقيسيا، ويوحنا " الديلمي بزخار، وعنده كان ذكر النبي (صلى الله عليه وآله)، وذكر أهل بيته، وهو الذي بشر أمة عيسى وبني إسرائيل به وأضاف الامام قائلا:
" والله إنا لنؤمن بعيسى الذي آمن بمحمد (صلى الله عليه وآله) وما ننقم على عيسى شيئا إلا ضعفه، وقلة صيامه وصلاته... ".
وحينما سمع الجاثليق الكلمات الأخيرة من هذا فصاح:
" أفسدت، والله علمك، وضعف أمرك، وما كنت ظننت إلا أنك أعلم أهل الاسلام... ".
وقابله الامام بهدوء فقال له:
" وكيف ذلك؟... ".
وفقد الجاثليق صوابه، وراح يقول:
" من قولك: إن عيسى كان ضعيفا، قليل الصوم والصلاة، وما أفطر عيسى يوما قط، وما نام بليل قط، وما زال صائم الدهر، قائم الليل.. ".
وانبرى الامام ينسف العقيدة المسيحية الزاعمة بأن المسيح إله يعبد من دون الله، فقال (عليه السلام):
" لمن كان يصوم - أي المسيح - ويصلي؟... ".
فانقطع الجاثليق عن الجواب، ولم يدر ما يقول: والتفت الامام إليه قائلا:
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست