حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٤٨
" قد خبرتك انه متى جاءوا على نبوتهم من الآيات بما لا يقدر الخلق على مثله، ولو جاءوا بمثل ما جاء به موسى أو كانوا على ما جاء به موسى وجب تصديقهم... ".
ورد الإمام (عليه السلام) حجته قائلا:
" يا رأس الجالوت فما يمنعك من الاقرار بعيسى بن مريم وكان يحيى الموتى، ويبرئ الأكمه والأبرص، ويخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله .. ".
وراوغ اليهودي فقال:
" يقال: انه فعل ذلك، ولم نشهده.. ".
ورد الامام عليه ببالغ الحجة قائلا:
" أرأيت ما جاء به موسى من الآيات شاهدته؟ أليس إنما جاءت الاخبار من ثقات أصحاب موسى انه فعل ذلك.. ".
" بلى.. ".
والزمه الامام بالحجة القاطعة قائلا:
" كذلك أيضا أتتك الأخبار المتواترة بما فعل عيسى بن مريم، فكيف صدقتم بموسى، ولم تصدقوا بعيسى؟.. ".
ووجم رأس الجالوت، فقد سد عليه الامام كل نافذة، وأقام عليه الحجة البالغة، وبان عليه العجز، وأضاف الإمام (عليه السلام) يقول:
" وكذلك أمر محمد (صلى الله عليه وآله) وما جاء به، وأمر كل نبي بعثه الله، ومن آياته أنه كان يتيما فقيرا، راعيا أجيرا، ولم يتعلم، ولم يختلف إلى معلم، ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء (عليهم السلام) واخبارهم حرفا، حرفا، واخبار من مضى، ومن بقي إلى يوم القيامة، ثم كان يخبرهم بأسرارهم، وما يعلمون في بيوتهم، وجاء بآيات كثيرة.. ".
وقطع رأس الجالوت على الامام كلامه قائلا:
" لم يصح عندنا خبر عيسى، ولا خبر محمد، ولا يجوز أن نقر لهما بما لا يصح.. ".
وفند الإمام (عليه السلام) كلام اليهودي قائلا:
" فالشاهد الذي يشهد لعيسى ومحمد شاهد زور؟.. ".
وأخرس رأس الجالوت، ووجم، وهو كظيم، وراح يفتش في حقيقة مغالطاته
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست