حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٢٧
وقال سليمان:
" لأنه قد فرغ من الامر فليس يزيد فيه شيئا.. ".
ورد الامام عليه قائلا:
" هذا قول اليهود: فكيف قال تعالى: (ادعوني استجب لكم) (1).
وأنكر سليمان ذلك وقال:
" انما عنى بذلك، انه قادر عليه... ". واجابه الامام:
" أفيعد ما لا يفي به؟ فكيف قال: (يزيد في الخلق ما يشاء) (2) وقال عز وجل: (يمحو الله ما يشاء وعنده أم الكتاب) (3) وقد فرغ من الامر.. ".
و (؟) سليمان، فقد سد الامام عليه كل نافذة، فأين ما اتجه فالامام يواجهه ببالغ الحجة، وقوة البرهان في ابطال ما يذهب إليه.. ومضى الإمام (عليه السلام) في ابطال شبه سليمان قائلا:
" يا سليمان هل يعلم أن انسانا يكون، ولا يريد أن يخلق انسانا أبدا، وان انسانا يموت اليوم، ولا يريد أن يموت اليوم.. ".
وسارع سليمان قائلا:
" يعلم أنهما يكونان جميعا.. ".
وأجابه الامام بما يترتب على قوله من التناقض قائلا:
" إذا يعلم أن انسانا حي ميت، قائم، قاعد، أعمى، بصير، في حالة واحدة، وهذا هو المحال... ".
وراح سليمان يكثر من التناقض في كلامه الذي ألزمه به الامام قائلا:

(1) سورة المؤمن / آية 60.
(2) سورة فاطر / آية 1.
(3) سورة الرعد / آية 39.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست