حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٣٤
يكون العبد إلى الله، وهو ساجد، ورويتم أن أربعة أملاك التقوا أحدهم من أعلى الخلق وأحدهم من أسفل الخلق، وأحدهم من شرق الخلق، وأحدهم من غرب الخلق فسأل بعضهم بعضا فكلهم قال: " من عند الله " أرسلني بكذا وكذا، ففي هذا دليل على أن ذلك في المنزلة دون التشبيه والتمثيل.. ".
س 12 - " أتقر أن الله محمول؟.. ".
ج 12 - " كل محمول مفعول، ومضاف إلى غيره محتاج فالمحمول اسم نقص في اللفظ، والحامل فاعل، وهو في اللفظ ممدوح، وكذلك قول القائل: فوق، وتحت، وأعلى، وأسفل، وقد قال الله تعالى: " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ". ولم يقل في شئ من كتبه انه محمول بل هو الحامل في البر والبحر، والممسك للسماوات والأرض، والمحمول ما سوى الله، ولم نسمع أحدا آمن بالله وعظمه قط، قال في دعائه: يا محمول... ".
س 13 - " أفنكذب بالرواية؟ ان الله إذا غضب يعرف غضبه الملائكة الذين يحملون العرش، يجدون ثقله في كواهلهم فيخرون سجدا، فإذا ذهب الغضب، خف فرجعوا إلى مواقفهم.. ".
ج 13 - " اخبرني عن الله تبارك وتعالى منذ لعن إبليس إلى يومك هذا، والى يوم القيامة، فهو غضبان على إبليس، وأوليائه أو عنهم راض؟.. ".
وأيد أبو قرة كلام الامام قائلا:
" نعم هو غضبان عليه.. ".
وانبرى الامام قائلا:
" ويحك كيف تجترئ ان تصف ربك بالتغير من حال إلى حال، وانه يجري عليه ما يجري على المخلوقين؟ سبحانه لم يزل مع الزائلين، ولم يتغير مع المتغيرين.. ".
واستولى الذهول على أبي قرة، وحار في الجواب وانهزم من المجلس، وهو مندحر قد أترعت نفسه بالغيظ، والحقد على الامام.
مناظرته مع الجاثليق:
ومن بين الاجراءات التي اتخذها المأمون لامتحان الامام لعله يظفر بتعجيزه أنه

(١) الاحتجاج ٢ / 185 - 189.
(١٣٤)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الغضب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست