الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ١٥٨
غفران، فقال: انى نسجت ثوب ظلم ما دامت الدولة لبني العباس فكم من صارخة تلعنني عند تفاقم الظلم! فكيف يغفر لمن هذا الخلق خصماؤه؟ انتهى.
قال ابن قتيبة في المعارف: أبو مسلم صاحب الدعوة ذكروا ان مولده سنة مائة، واختلفوا في نسبه اختلافا كثيرا فقال بعضهم هو من أصبهان وقال بعضهم من خراسان وقيل من العرب، وادعى هو انه من سليط بن علي بن عبد الله ابن عباس ونسبه أبو دلامة إلى الأكراد فقال:
أبا مجرم ما غير الله نعمة * على عبده حتى يغيره العبد أفي دولة المهدي حاولت غدره * ألا ان أهل الغدر آباؤك الكرد أبا مجرم خوفتني القتل فانتحى * عليك بما خوفتني الأسد الورد وكان منشأه عند إدريس بن عيسى جد أبي دلف النازل في حد أصبهان، وقتله أبو جعفر برومية المدائن سنة 137 (قلز) انتهى.
قال ابن النديم: ومن الاعتقادات التي حدثت بخراسان بعد الاسلام المسلمية أصحاب أبي مسلم يعتقدون إمامته ويقولون انه حي يرزق.
(أبو سلم الخولاني) عبد الله بن ثوب أو أهبان بن الصيفي أحد الزهاد الثمانية كان للعامة فيه اعتقاد عظيم يقولون انه سيد التابعين أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وآله ولما تنبأ الأسود العنسي باليمن بعث إليه، فلما جاءه قال أتشهد انى رسول الله؟ قال ما اسمع قال أتشهد ان محمدا رسول الله؟ قال نعم فردد عليه ذلك فامر بنار عظيمة فأحميت ثم القي فيها أبو مسلم فلم تضره، فأتى أبو مسلم المدينة وقد قبض النبي صلى الله عليه وآله فأناخ راحلته بباب المسجد وقام يصلي إلى سارية وبصر به عمر بن الخطاب فقام إليه وقال: ممن الرجل؟ قال من أهل اليمن قال ما فعل الذي أحرقه الكذاب بالنار؟ قال ذلك عبد الله بن ثوب، قال أنشدك بالله أنت هو؟ قال اللهم نعم، فاعتنقه عمر
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»