الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ١٦٣
على معاوية وسؤاله عن الجماعة الذين كانوا حوله، قال لمعاوية من ذا عن يمينك؟
قال عمرو بن العاص فتضاحك ثم قال: لقد علمت قريش انه لم يكن أحصى لتيوسها من أبيه، ثم قال من هذا؟ قال أبو موسى فتضاحك ثم قال: لقد علمت قريش بالمدينة انها لم يكن بها امرأة أطيب ريحا من قب أمه، وفي خبر آخر أو مجلس آخر لما سأل عقيل معاوية من هذا الذي عن يمينك؟ فأجاب بأنه عمرو بن العاص قال عقيل هذا الذي اختصم فيه ستة نفر فغلب عليه جزارها، فمن الآخر؟ قال أبو موسى الأشعري، قال: هذا ابن المراقة.
(قلت) الظاهر أن المراد من المراقة كثرة النتن، فان المرق كما في القاموس:
الإهاب المنتن ولعلها لدفع النتن تستعمل الطيب وتحمله معها، كما يحكى نظير ذلك من ابن زياد، ويحتمل ان يكون المراغة بالغين المعجمة كما قال ذلك عبد الملك بن مروان لجرير الشاعر، لما سمع قوله في أبيات هجا بها الأخطل التغلبي الشاعر:
إن الذي حرم المكارم تغلبا * جعل النبوة والخلافة فينا مضر أبي وأبو الملوك فهل لكم * يا خرز تغلب من أب كأبينا هذا ابن عمي في دمشق خليفة * لو شئت ساقكم إلى قطينا (قطينا اي خدما) قال فلما بلغ عبد الملك بن مروان قوله قال: ما زاد ابن المراغة علي ابن جعلني شرطيا اما انه لو قال (لو شاء ساقكم إلى قطينا) لسقتهم إليه كما قال. قوله: (جعل النبوة والخلافة فينا) انما قال ذلك لان جريرا تميمي النسب تميم ترجع إلى مضر بن نزار بن عدنان جد رسول الله صلى الله عليه وآله. ومما يشهد بعدم طهارة نسب أبى موسى بغضه وعداوته لأمير المؤمنين " ع " ففي روايات كثيرة ان بغض أمير المؤمنين علامة خبث الولادة. قال انس بن مالك: ما كنا نعرف الرجل لغير أبيه إلا ببغض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع ". وورث البغضة عنه ابنه أبو بردة الذي قبل يد قاتل عمار وقال لا تمسك النار ابدا، وسعى في قتل حجر بن عدي الكندي. وقد تقدم ذكره.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»