الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ١٦٢
أمير المؤمنين علي ويأمرهم بوضع السلاح والكف عن القتال ويقول: انما هي فتنة فنمى ذلك إلى أمير المؤمنين " ع " فولى على الكوفة قرظة بن كعب الأنصاري وكتب إلى أبي موسى: اعتزل عملنا يا ابن الحائد مذموما مدحورا فما هذا أول يومنا منك وإن لك فيها لهنات وهنات.
قال المسعودي: وقصته في أمر التحكيم واجتماعه مع عمرو بن العاص بدومة الجندل وحيلة عمرو فيه معروف، فحكي ان عمروا أعطاه أولا صدر المجالس وكان لا يتكلم قبله وأعطاه التقدم في الصلاة وفي الطعام لا يأكل حتى يأكل وإذا خاطبه فإنما يخاطبه بأجل الأسماء ويقول له يا صاحب رسول الله حتى اطمأن إليه وظن أن لا يغشه قال له عمرو أخبرني ما رأيك يا أبا موسى قال أرى ان أخلع هذين الرجلين ونجعل الامر شورى بين المسلمين يختارون من يشاؤون، وكان أبو موسى يحب احياء سنة عمر، فقال عمرو الرأي والله ما أريت ثم قال تقدم يا أبا موسى فتكلم فقام ليتكلم فدعاه ابن عباس فقال ويحك والله انى لأظنه خدعك ان كنتما قد اتفقتما على أمر فقدمه قبلك ليتكلم به ثم تكلم أنت بعده فإنه رجل غدار، وكان أبو موسى رجلا مغفلا، فقال أيها عنك إنا قد اتفقنا، فتقدم أبو موسى فخطب ثم قال بعد كلام له: وإني قد خلعت عليا ومعاوية فولوا من رأيتموه لهذا الامر أهلا، فقام عمرو فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ان هذا قد قال ما سمعتم وخلع صاحبه وانا أخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحبي معاوية في الخلافة فإنه ولي عثمان والطالب بدمه وأحق الناس بمقامه، فقال له أبو موسى: مالك لا وفقك الله قد غدرت وفجرت انما مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، فقال له عمرو: انما مثلك كمثل الحمار، وكان أمير المؤمنين " ع " بعد الحكومة إذا صلى الغداة والمغرب وفرغ من الصلاة يلعن معاوية وابن العاص وأبا موسى وجماعة أخرى.
(أقول): الذي يظهر من تأريخ أحوال أبي موسى انه كان لغير رشده، ويشهد لذلك تعبير معاوية عنه: يدعي الأشعريين وفي الخبر الوارد في ورود عقيل
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»