الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ١٥٤
رحل في طلب الحديث مرارا وسمع من سفيان بن عيينة وجماعة وقصد البادية لطلب العربية وأقام بها مدة. روى عنه الزبير بن بكار وثعلب والمبرد.
يحكى ان الواثق رأى في منامه كأن قائلا له: لا يهلك على الله إلا من قلبه مرت فأصبح فسأل جلساءه عن ذلك فلم يعرفوا حقيقته فوجه إلى أبى محلم فأحضره وسأله عنه فقال: المرت من الأرض القفر الذي لا نبت فيه فالمعنى على هذا لا يهلك على الله إلا من قلبه خال عن الايمان خلو المرت من النبات ثم أنشد للعرب مائة بيت معروف لشاعر معروف في كل منها ذكر المرت فامر له الواثق بألف دينار وأراده لمجالسته فأبى، ولد سنة حج المنصور ومات سنة 245 (رمه).
(أبو محمد النوبختي) الحسن بن موسى بن أخت أبي سهيل بن نوبخت، متكلم فيلسوف من أعاظم متكلمي الإمامية وكان يجتمع إليه جماعة من نقلة كتب الفلسفة مثل أبي عثمان الدمشقي وإسحاق وثابت وغيرهم، وكان جماعة للكتب، قال الشيخ: وكان اماميا حسن الاعتقاد نسخ بخطه شيئا كثيرا وله مصنفات كثيرة في الكلام والفلسفة وغيرهما ثم عد بعض كتبه (جش) الحسن بن موسى أبو محمد النوبختي شيخنا المتكلم المبرز على نظرائه في زمانه قبل الثلاثمائة وبعدها له على الأوائل كتب كثيرة منها كتاب الآراء والديانات كتاب كبير حسن يحتوي على علوم كثيرة قرأت هذا الكتاب على شيخنا أبي عبد الله رحمه الله وله كتاب فرق الشيعة (1).
(أقول): وكتاب الفرق موجود عندنا. ويذكر أبو الفرج ابن الجوزي كثيرا في تلبيس إبليس عن كتاب الآراء والديانات في مذاهب السوفسطائية والدهرية والطبيعيين والثنوية والفلاسفة. وقال ابن الجوزي وكان النوبختي هذا من متكلمي الشيعة الإمامية انتهى.

(1) المطبوع في المطبعة الحيدرية في النجف.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»