فقالت امرأته: بالله، لا تفجعني في نفسك.
فقالت أمه: يا بني، لا تقبل قولها وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت رسول الله، فيكون غدا في القيامة شفيعا لك بين يدي الله.
فرجع ولم يزل يقاتل حتى قتل تسعة عشر فارسا واثني عشر راجلا، ثم قطعت يداه. واخذت أمه عمودا وأقبلت نحوه وهي تقول: فداك أبي وأمي، قاتل دون الطيبين - حرم رسول الله صلى الله عليه وآله -. فأقبل كي يردها إلى النساء، فأخذت بجانب ثوبه لن أعود أو أموت معك.
فقال الحسين عليه السلام: جزيتم من أهل بيت خيرا، ارجعي إلى النساء، رحمك الله.
فانصرفت. وجعل يقاتل حتى قتل رضوان الله عليه (1).
هذه لمحة خاطفة من عرض تاريخي طويل زاخر بأمجاد المرأة المسلمة، ومواقفها البطولية الخالدة، اقتصرنا عليها خشية الإطالة.
وأين من هذه العقائل المصونات، نساء المسلمين اليوم، اللاتي يتشدق الكثيرات منهن بالتبرج، ونبذ التقاليد الاسلامية، ومحاكاة المرأة الغربية، في تبرجها وخلاعتها.
فخسرن بذلك أضخم رصيد ديني وأخلاقي تملكه المرأة المسلمة وتعتز به، وغدون عاطلات من محاسن الاسلام، وفضائله المثالية.