قالت: أي والله لقد رأيته.
قال: فكيف رأيتيه.
قالت: رأيته والله لم يفتنه الملك الذي فتنك، ولم تشغله النعمة التي شغلتك.
قال: هل سمعت كلامه.؟
قالت: نعم والله، كان يجلو القلوب من العمى كما يجلو الزيت الصدأ.
قال: صدقت، فهل لك من حاجة؟
قالت: أوتفعل إذا سألتك؟ قال: نعم.
قالت: تعطيني مائة ناقة حمراء فيها فحلها وراعيها.
قال: تصنعين بها ماذا؟
قالت: أغدو بألبانها الصغار، وأستحيي بها الكبار، واكتسب بها المكارم، وأصلح بها العشائر.
قال: فان أعطيتك ذلك، فهل أحل عندك محل علي؟
قالت: ماء ولا كصداء، ومرعى ولا كالسعدان، وفتى ولا كمالك.
ثم قال: أما والله لو كان علي حيا ما أعطاك منها شيئا.
قالت: لا والله ولا وبرة واحدة من مال المسلمين.
* * * واستدعى معاوية امرأة من أهل الكوفة تسمى الزرقاء بنت عدي كانت تعتمد الوقوف بين الصفوف وترفع صوتها صارخة، يا أصحاب علي، تسمعهم كلامها كالصوارم، مستحثة لهم بقول لو سمعه الجبان لقاتل،