تنزل بالجحون، يقال لها دارمية الجحون وكانت سوداء كثيرة اللحم، فأخبر بسلامتها، فبعث إليها. فجئ بها، فقال: ما حالك يا بنة حام؟ قالت: لست لحام إن عبتني، إنما أنا امرأة من بني كنانة، ثمت من بني أبيك.
قال: صدقت، أتدرين لم بعثت إليك؟
قالت: لا يعلم الغيب الا الله.
قال: بعثت إليك لأسألك، علام أحببت عليا وأبغضتني، وواليته وعاديتني؟
قالت: أوتعفيني يا أمير المؤمنين.
قال: لا أعفيك.
قالت: أما إذا أبيت، فأني أحببت عليا على عدله في الرعية، وقسمه بالسوية. وأبغضتك على قتال من هو أولى منك بالأمر، وطلبتك ما ليس لك بحق. وواليت عليا على ما عقد له رسول الله من الولاء، وعلى حبه للمساكين، وإعظامه لأهل الدين، وعاديتك على سفك الدماء، وشقك العصا وجورك في القضاء، وحكمك بالهوى.
قال: فلذلك انتفخ بطنك.
قالت: يا هذا، بهند والله يضرب المثل في ذلك لا بي.
قال معاوية: يا هذه، اربعي، فانا لم نقل الا خيرا، فرجعت وسكنت.
فقال لها: يا هذه، هل رأيت عليا؟