أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤١٠
كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون. فالنزال النزال، والصبر الصبر، ألا ان خضاب النساء الحناء، وخضاب الرجال الدماء، والصبر خير الأمور عاقبة، أئتوا الحرب غير ناكصين، فهذا يوم له ما بعده.
ثم قال: يا زرقاء، أليس هذا قولك وتحريضك؟
قالت: لقد كان ذلك.
قال: لقد شاركت عليا في كل دم سفكه.
فقالت: أحسن الله بشارتك أمير المؤمنين، وادام سلامتك، فمثلك من بشر بخير، وسر جليسه.
فقال معاوية: أويسرك ذلك؟
قالت: نعم والله، لقد سرني قولك، وأنى لي بتصديق الفعل. فضحك معاوية، وقال:
والله لوفاؤكم له بعد موته أعجب عندي من حبكم له في حياته (1).
وهذه أم وهب ابن عبد الله بن خباب الكلبي، قالت لابنها يوم عاشوراء: قم يا بني، فانصر ابن بنت رسول الله.
فقال: أفعل يا أماه ولا أقصر.
فبرز وهو يقول رجزه المشهور، ثم حمل فلم يزل يقاتل، حتى قتل منهم جماعة، فرجع إلى أمه وامرأته، فوقف عليهما فقال: يا أماه أرضيت؟
فقالت: ما رضيت أو تقتل بين يدي الحسين عليه السلام.

(1) هاتان القصتان (الثانية والثالثة) عن قصص العرب ج 2، وقد نقلتا بتصرف واختصار.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»