قدوة مثالية لبناء الأمم، في رجاحة العقل وسمو الايمان وكرم الأخلاق، ورفع منزلتها الاجتماعية، حتى استطاعت ان تناقش وتحاج الخليفة الثاني ابان خلافته، وهو يخطب في المسلمين وينهاهم عن المغالاة في المهور، فانبرت له امرأة من صف الناس، وقالت: ما ذاك لك.
فقال: ولمه؟
أجابت: لأن الله تعالى يقول وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا، أتأخذونه بهتانا واثما مبينا (النساء: 20).
فرجع عمر عن رأيه، وقال: أخطأ عمر وأصابت امرأة.
وقد سجل التاريخ صفحات مشرقة بأمجاد المرأة المسلمة ومواقفها البطولية في نصرة الاسلام، يقصها الرواة بأسلوب رائع ممتع يستثير الاعجاب والاكبار.
فهذه نسيبة المازنية كانت تخرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزواته، وكان ابنها معها، فأراد أن ينهزم ويتراجع، فحملت عليه، فقالت: يا بني، إلى أين تفر عن الله وعن رسوله؟ فردته.
فحمل عليه رجل فقتله، فأخذت سيف ابنها، فحملت على الرجل فقتلته. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بارك الله عليك يا نسيبة.
وكانت تقي رسول الله صلى الله عليه وآله بصدرها وثديها، حتى أصابتها جراحات كثيرة (1).
وحج معاوية سنة من سنيه، فسأل عن امرأة من بني كنانة كانت