أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٢١
يصون شهادة المرأة عن التزوير والافتراء، ليحفظ حقوق المتخاصمين عن البخس والضياع.
فالمرأة سرعان ما تستبد بها عواطفها الجياشة، وشعورها المرهف، وانفعالها السريع، فتزيغ عن العدل، وتتناسى الحق والواجب، متأثرة بنوازعها نحو أحد المتداعيين، قريبا لها أو عزيزا عليها. وتفاديا من ذلك، قرن الاسلام بين المرأتين في الشهادة، لتكون إحداهما مذكرة للأخرى ورادعة لها عن الزيغ والممالاة واستشهدوا شهيدين من رجالكم، فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء، ان تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى (البقرة: 282).
هذا إلى أن الطب الحديث قد اكتشف ان بعض النساء ابان عادتهن الشهرية، قد تضعف طاقاتهن الذهنية ويغدون آنذاك مظنة للنسيان، كما أوضحته التقارير السالفة، في بحث المساواة (1).
وهذا ما يؤيد ضرورة اقتران امرأتين في الشهادة، إذ باقترانهما وتذكير إحداهما للأخرى يتجلى الحق ويتضح الواقع.
4 - تعدد الزوجات:
وما فتئ أعداء الاسلام يشنون الحملات الظالمة على الدين الاسلامي وشريعته الغراء، في صور من النقد اللاذع، والتنديد الرخيص، الكاشف

(1) انظر ص 486 من هذا الكتاب (قول الطبيب جب هارد).
(٤٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 ... » »»