وإني واليت عدوا لك أو عاديت وليا لك.
فقال له أمير المؤمنين: اللهم ارزقه الشهادة في سبيلك والمرافقة لنبيك (1).
وروي أن أسودا دخل على علي عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين إني سرقت فطهرني.
فقال: لعلك سرقت من غير حرز ونحى رأسه عنه. فقال: يا أمير المؤمنين، سرقت من حرز فطهرني. فقال عليه السلام: لعلك سرقت غير نصاب، ونحى رأسه عنه. فقال: يا أمير المؤمنين سرقت نصابا، فلما أقر ثلاث مرات قطعه أمير المؤمنين، فذهب وجعل يقول في الطريق: قطعني أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب الدين، وسيد الوصيين، وجعل يمدحه. فسمع ذلك منه الحسن والحسين وقد استقبلا فدخلا على أمير المؤمنين عليه السلام وقالا: رأينا أسودا يمدحك في الطريق، فبعث أمير المؤمنين عليه السلام من أعاده إلى عنده، فقال عليه السلام: قطعتك وأنت تمدحني. فقال: يا أمير المؤمنين إنك طهرتني، وإن حبك قد خالط لحمي وعظمي، فلو قطعتني إربا إربا لما ذهب حبك من قلبي. فدعا له أمير المؤمنين عليه السلام، ووضع المقطوع إلى موضعه فصح وصلح كما كان (2).
ولقد سما الحسين عليه السلام وأهل بيته الطاهرون وأصحابه الأكرمون