أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٨٧
ولا إرادة مال تؤتينه، ولا إرادة سلطان ترفع به ذكري، ولكني أجبتك بخصال خمس:
إنك ابن عم رسول الله، وأول من آمن به، وزوج سيدة نساء الأمة فاطمة بنت محمد، ووصيه، وأبو الذرية التي بقيت فينا من رسول الله، وأسبق الناس إلى الاسلام، وأعظم المهاجرين سهما في الجهاد.
فلو أني كلفت نقل الجبال الراوسي، ونزح البحور الطوامي، حتى يؤتى علي في أمر أقوى به وليك، وأهين به عدوك، ما رأيت أني قد أديت فيه كل الذي يحق علي من حقك.
فقال علي عليه السلام: اللهم نور قلبه بالتقى، واهده إلى صراطك المستقيم، ليت أن في جندي مائة مثلك، فقال حجر: إذا والله يا أمير المؤمنين صح جندك، وقل فيهم من يغشك (1).
وروي أن أمير المؤمنين قال لحجر بن عدي الطائي: كيف بك إذا دعيت إلى البراءة مني، فما عساك أن تقول؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين لو قطعت بالسيف إربا إربا، وأضرمت لي النار وألقيت فيها لآثرت ذلك على البراءة منك. فقال: وفقت لكل خير يا حجر، جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيك (2).
وقال هاشم المرقال وكان على ميسرة أمير المؤمنين بصفين: والله ما أحب أن لي ما على الأرض مما أقلت، وما تحت السماء مما أظلت،

(1) البحار م 8 ص 475.
(2) سفينة البحار ج 1 ص 226.
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 293 ... » »»