أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٨٦
الأسود: يا بنتي ألقيه فإنه سم، هذه حلواء أرسلها إلينا معاوية ليخدعنا عن أمير المؤمنين عليه السلام، ويردنا عن محبة أهل البيت. فقالت الصبية: قبحه الله، يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد المزعفر! تبا لمرسله وآكله، فعالجت نفسها حتى قاءت ما أكلتها، ثم قالت:
أبالشهد المزعفر يا بن هند * نبيع عليك أحسابا (اسلاما - خ ل) ودينا معاذ الله كيف يكون هذا * ومولانا أمير المؤمنينا (1) وكان رشيد الهجري من خواص أصحاب أمير المؤمنين، أتي به إلى زياد لعنه الله.
فقال زياد: ما قال لك خليلك أنا فاعلون بك؟ قال: تقطعون يدي ورجلي وتصلبونني.
فقال زياد: أما والله لأكذبن حديثه، خلوا سبيله. فلما أراد ان يخرج، قال: ردوه لا نجد لك شيئا أصلح مما قال صاحبك، إنك لن تزال تبغي سوءا إن بقيت، اقطعوا يديه ورجليه وهو يتكلم، وقال: إصلبوه خنقا في عنقه (2).
ولنستمع إلى كلمات أصحاب الإمام الخالدة، والمعربة عن شدة حبهم للإمام عليه السلام، وثباتهم على موالاته، وتفانيهم في سبيله:
فهذا عمرو بن الحمق يخاطب أمير المؤمنين عليه السلام فيقول: والله يا أمير المؤمنين، إني ما أجبتك ولا بايعتك على قرابة بيني وبينك،

(1) سفينة البحار ج 1 ص 669.
(2) سفينة البحار ج 1 ص 522.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»