أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٩٠
فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، ثم ليأخذ كل رجل منكم يد رجل من أهل بيتي، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله، فإن القوم إنما يطلبوني، ولو قد أصابوني للهوا عن طلب غيري.
فقام إليه مسلم بن عوسجة فقال: أنحن نخلي عنك!! ولما نعذر إلى الله في أداء حقك، أما والله حتى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي، ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به، لقذفتهم بالحجارة، والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا عيبة رسول الله صلى الله عليه وآله فيك. والله لو علمت أني أقتل، ثم أحيى، ثم أقتل، ثم أحرق، ثم أذرى، ثم يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك، حتى ألقى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة العظمى التي لا انقضاء لها أبدا.
وقام إليه زهير بن القين فقال: والله لوددت أني قتلت، ثم انتشرت، ثم قتلت، حتى أقتل هكذا ألف مرة، وأن الله جل وعز يدفع بذلك القتل عن نفسك ونفوس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.
وتكلم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا، فقالوا: والله لا نفارقك، ولكن أنفسنا لك الفداء، نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا، فإذا نحن قتلنا كنا وفينا وقضينا ما علينا (1).

(1) عن نفس المهموم للمرحوم الحجة الشيخ عباس القمي ص 121 بتصرف بسيط.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 293 294 295 296 ... » »»