أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٨١
التشيع، أن يقول بحبنا أهل البيت؟! فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه - إلى أن قال: فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله تعالى وأكرمهم عليه أتقاهم، وأعملهم بطاعته.
يا جابر، والله ما يتقرب إلى الله إلا بالطاعة، ما معنى براءة من النار، ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع (1).
وعن المفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكرنا الأعمال، فقلت أنا: ما أضعف عملي. فقال: مه؟! إستغفر الله. ثم قال: إن قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى. قلت: كيف يكون كثير بلا تقوى؟ قال: نعم، مثل الرجل يطعم طعامه، ويرفق جيرانه، ويوطئ رحله، فإذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه، فهذا العمل بلا تقوى. ويكون الآخر ليس عنده شئ، فإذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل فيه (2).
قال الشاعر:
ليس من يقطع طريقا بطلا * إنما من يتق الله البطل فاتق الله فتقوى الله ما * جاورت قلب امرئ إلا وصل

(1) الوفي ج 3 ص 60 عن الكافي.
(2) الوافي ج 3 ص 61 عن الكافي.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»