أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٩٧
فطرة الانسان، ويضمن له السعادة والرخاء.
فتراه تارة يحذر عشاق الحياة من خدعها وغرورها، ليحررهم من أسرها واسترقاقها، كما صورته الآثار السالفة.
وأخرى يستدرج المتزمتين الهاربين من زخارف الحياة إلى لذائذها البريئة وأشواقها المرفرفة، لئلا ينقطعوا عن ركب الحياة، ويصبحوا عرضة للفاقة والهوان.
قال الصادق عليه السلام: ليس منا من ترك دنياه لآخرته، ولا آخرته لدنياه (1).
وقال العالم عليه السلام: إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا (2).
وبهذا النظام الفذ ازدهرت حضارة الاسلام، وتوغل المسلمون في مدارج الكمال، ومعارج الرقي المادي والروحي.
وعلى ضوء هذا القانون الخالد نستجلي الحقائق التالية:
1 - التمتع بملاذ الحياة، وطيباتها المحللة، مستحسن لا ضير فيه، ما لم يكن مشتملا على حرام أو تبذير، كما قال سبحانه: قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده، والطيبات من الرزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة (الأعراف: 32).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: إعلموا عباد الله أن المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة، فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم يشاركهم

(1) الوافي ج 10 ص 9 عن الفقيه.
(2) الوافي ج 10 ص 9 عن الفقيه.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»