أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٨٦
قال الرضا عليه السلام: أحسن الظن بالله، فإن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي، إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا (1).
وقال الصادق عليه السلام: آخر عبد يؤمر به إلى النار، يلتفت، فيقول الله عز وجل:
اعجلوه (2)، فإذا أتي به قال له: يا عبدي لم التفت؟ فيقول: يا رب ما كان ظني بك هذا، فيقول الله عز وجل: عبدي وما كان ظنك بي؟ فيقول: يا رب كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي وتسكنني جنتك. فيقول الله: ملائكتي وعزتي وجلالي وآلائي وبلائي وارتفاع مكاني ما ظن بي هذا ساعة من حياته خيرا قط، ولو ظن بي ساعة من حياته خيرا ما روعته بالنار، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنة.
ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ما ظن عبد بالله خيرا، الا كان الله عند ظنه به، ولا ظن به سوءا إلا كان الله عند ظنه به، وذلك قوله عز وجل: وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين (فصلت: 23) (3).
4 - شفاعة النبي والأئمة الطاهرين عليهم السلام لشيعتهم ومحبيهم:
عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة ولينا حساب شيعتنا، فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عز وجل، حكمنا فيها فأجابنا، ومن كانت

(١) الوافي ج ٣ ص ٥٩ عن الكافي.
(٢) أعجلوه: أي ردوه مستعجلا.
(٣) البحار م ٣ ص ٢٧٤ عن ثواب الأعمال للصدوق.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»