أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٩٣
الغرور (أ) الاغترار بالدنيا وأكثر من يتصف بهذا الغرور هم: ضعفاء الايمان، والمخدوعون بمباهج الدنيا ومفاتنها، فيتناسون فناءها وزوالها، وما يعقبها من حياة أبدية خالدة، فيتذرعون إلى تبرير اغترارهم بالدنيا، وتهالكهم عليها، بزعمين فاسدين، وقياسين باطلين:
الأول: أن الدنيا نقد، والآخرة نسيئة، والنقد خير من النسيئة.
الثاني: أن لذائذ الأولى ومتعها يقينية، ولذائذ الثانية - عندهم - مشكوكة، والمتيقن خير من المشكوك.
وقد أخطأوا وضلوا ضلالا مبينا، إذ فاتهم في زعمهم الأول أن النقد خير من النسيئة إن تعادلا في ميزان النفع، وإلا فان رجحت النسيئة كانت أفضل وأنفع من النقد، كمن يتاجر بمبلغ عاجل من المال، ليربح أضعافه في الآجل، أو يحتمي عن شهوات ولذائذ عاجلة توخيا للصحة في الآجل المديد.
هذا إلى الفارق الكبير، والبون الشاسع، بين لذائذ الدنيا والآخرة، فلذائذ الأولى فانية، منغصة بالأكدار والهموم، والثانية خالدة هانئة.
وهكذا أخطأوا بزعمهم الثاني في شكهم وارتيابهم في الحياة الأخروية.
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»