أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٧٩
وقيم الخير والصلاح، وتؤهلهم للسعادة والرخاء. وبهذا التقييم يحتل الخوف مركز الصدارة بين السجايا الأخلاقية الكريمة، وكانت له أهمية كبرى في عالم العقيدة والإيمان، فهو الذي يلهب النفوس، ويحفزها على طاعة الله عز وجل، ويفطمها من عصيانه، ومن ثم يسمو بها إلى منازل المتقين الأبرار.
وكلما تجاوبت مشاعر الخشية والخوف في النفس، صقلتها وسمت بها إلى أوج ملائكي رفيع، يحيل الانسان ملاكا في طيبته ومثاليته، كما صوره أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقارن بين الملك والانسان والحيوان، فقال: إن الله عز وجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كليهما.
فمن غلب عقله شهوته، فهو خير من الملائكة، ومن غلب شهوته علقه فهو شر من البهائم (1).
من أجل ذلك نجد الخائف من الله تعالى يستسهل عناء طاعته، ويستحلي مرارتها، ويستوخم حلاوة المعاصي والآثام، خشية من سخطه وخوفا من عقابه.
وبهذا يسعد الانسان، وتزدهر حياته المادية والروحية، كما انتظم الكون، واتسقت عناصره السماوية والأرضية، بخضوعه لله عز وجل، وسيره على وفق نظمه وقوانينه.
من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن، فلنحيينه حياة طيبة،

(1) علل الشرائع.
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»