أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٥٣
لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (1).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك القدر، وأنت مأزور (2).
ومما يجدر ذكره أن الصبر الجميل المحمود هو الصبر على النوائب التي لا يستطيع الانسان دفعها والتخلص منها، كفقد عزيز، أو اغتصاب مال، أو اضطهاد عدو.
أما الاستسلام للنوائب، والصبر عليها مع القدرة على درئها وملافاتها فذلك حمق يستنكره الاسلام، كالصبر على المرض وهو قادر على علاجه، وعلى الفقر وهو يستطيع اكتساب الرزق، وعلى هضم الحقوق وهو قادر على استردادها وصيانتها.
ومن الواضح أن ما يجرد المرء من فضيلة الصبر، ويخرجه عن التجلد، هو الجزع المفرط المؤدي إلى شق الجيوب، ولطم الخدود، والاسراف في الشكوى والتذمر.
أما الآلام النفسية، والتنفيس عنها بالبكاء، أو الشكاية من متاعب المرض وعنائه فإنها من ضرورات العواطف الحية، والمشاعر النبيلة، كما قال صلى الله عليه وآله عنده وفاة ابنه إبراهيم:
(تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب).

(١) البقرة ١٥٥ - 157.
(2) نهج البلاغة.
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»