أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٥٧
الصبر. فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله، ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله تعالى: صدقوا أدخلوهم الجنة، وهو قوله تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
الزمر: 10 (1) وقال عليه السلام: الصبر صبران: فالصبر عند المصيبة، حسن جميل، وأفضل من ذلك الصبر عما حرم الله عز وجل ليكون لك حاجزا (2).
الصبر على النعم:
وهو: ضبط النفس عن مسولات البطر والطغيان، وذلك من سمات عظمة النفس، ورجاحة العقل، وبعد النظر.
فليس الصبر على مآسي الحياة وأرزائها بأولى من الصبر على مسراتها وأشواقها، ومفاتنها، كالجاه العريض، والثراء الضخم، والسلطة النافذة، ونحو ذلك. حيث أن إغفال الصبر في الضراء يفضي إلى الجزع المدمر، كما يؤدي إهماله في السراء إلى البطر والطغيان: إن الانسان ليطغى، آن رآه استغنى (العلق: 6 - 7) وكلاهما ذميم مقيت.
والمراد بالصبر على النعم هو: رعاية حقوقها، واستغلالها في مجالات

(1) الوافي ج 3 ص 65 عن الكافي.
(2) الوافي ج 3 ص 65 عن الفقيه.
(١٥٧)
مفاتيح البحث: الغنى (1)، الصبر (5)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»