أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٥٢
ورب قائل يقول: كيف يعطى الصابر أجر ألف شهيد، والشهداء هم أبطال الصبر على الجهاد والفداء؟.
فالمراد: أن الصابر يستحق أجر أولئك الشهداء، وإن كانت مكافأتهم وثوابهم على الله تعالى أضعافا مضاعفة عنه.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: من لم ينجه الصبر، أهلكه الجزع (1).
أقسام الصبر ينقسم الصبر باعتبار ظروفه ومقتضياته أقساما أهمها:
(1) الصبر على المكاره والنوائب، وهو أعظم أقسامه، وأجل مصاديقه الدالة على سمو النفس، وتفتح الوعي، ورباطة الجأش، ومضاء العزيمة.
فالانسان عرضة للمآسي والارزاء، تنتابه قسرا واعتباطا، وهو لا يملك إزائها حولا ولا قوة، وخير ما يفعله الممتحن هو التذرع بالصبر، فإنه بلسم القلوب الجريحة، وعزاء النفوس المعذبة.
ولولاه لانهار الانسان، وغدا صريع الأحزان والآلام، من أجل ذلك حرضت الآيات والأخبار على التحلي بالصبر والاعتصام به:
قال تعالى: وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا

(1) نهج البلاغة.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»