أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٥٦
الصبر على طاعة الله والتصبر عن عصيانه:
من الواضح أن النفوس مجبولة على الجموح والشرود من النظم الالزامية والضوابط المحددة لحريتها وانطلاقها في مسارح الأهواء والشهوات، وإن كانت باعثة على إصلاحها وإسعادها.
فهي لا تنصاع لتلك النظم، والضوابط، إلا بالاغراء، والتشويق، أو الانذار والترهيب.
وحيث كانت ممارسة طاعة الله عز وجل، ومجافاة عصيانه، شاقين على النفس كان الصبر على الطاعة، والتصبر عن المعصية من أعظم الواجبات، وأجل القربات.
وجاءت الآيات الكريمة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام مشوقة إلى الأولى ومحذرة من الثانية بأساليبها الحكيمة البليغة:
قال الصادق عليه السلام: اصبروا على طاعة الله، وتصبروا عن معصيته، فإنما الدنيا ساعة، فما مضى فلست تجد له سرورا ولا حزنا، وما لم يأت فلست تعرفه، فاصبر على تلك الساعة، فكأنك قد اغتبطت (1).
وقال عليه السلام: إذا كان يوم القيامة، يقوم عنق من الناس، فيأتون باب الجنة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل

(1) الوافي ج 3 ص 63 عن الكافي.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»