أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٢٩
صليتها في المسجد جماعة في الصف الأول، لأني تأخرت يوما لعذر، وصليت في الصف الثاني، فاعترتني خجلة من الناس، حيث رأوني في الصف الثاني، فعرفت أن نظر الناس إلي في الصف الأول كان يسرني، وكان سبب استراحة قلبي.
نعوذ بالله من سبات الغفلة، وخدع الرياء والغرور. من أجل ذلك يحرص العارفون على كتمان طاعاتهم وعباداتهم، خشية من تلك الشوائب الخفية.
فقد نقل: ان بعض العباد صام أربعين سنة لم يعلم به أحد من الأباعد والأقارب، كان يأخذ غذاءه فيتصدق به في الطريق، فيظن أهله أنه أكل في السوق، ويظن أهل السوق، أنه أكل في البيت.
كيف نكسب الاخلاص:
بواعث الاخلاص ومحفزاته عديدة تلخصها النقاط التالية:
1 - استجلاء فضائل الاخلاص السالفة، وعظيم آثاره في دنيا العقيدة والايمان.
2 - ان أهم بواعث الرياء وأهدافه استثارة إعجاب الناس، وكسب رضاهم، وبديهي أن رضا الناس غاية لا تدرك، وأنهم عاجزون عن إسعاد أنفسهم، فضلا عن غيرهم، وأن المسعد الحق هو الله تعالى الذي بيده أزمة الأمور، وهو على كل شئ قدير، فحري بالعاقل أن يتجه
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»