أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٤٤
ثم قال: إن الله بعدله وقسطه جعل الروح والراحة في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط (1).
وعنه عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: لا يجد عبد طعم الايمان، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وان ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وان الضار النافع هو الله تعالى (2).
وسئل الإمام الرضا عليه السلام عن رجل يقول بالحق ويسرف على نفسه، بشرب الخمر ويأتي الكبائر، وعن رجل دونه في اليقين وهو لا يأتي ما يأتيه، فقال عليه السلام:
أحسنهما يقينا كالنائم على المحجة، إذا انتبه ركبها، والأدون الذي يدخله الشك كالنائم على غير طريق، لا يدري إذا انتبه أيهما المحجة (3).
وقال الصادق عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى بالناس الصبح، فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوي برأسه، مصفرا لونه، قد نحف جسمه، وغارت عيناه في رأسه، فقال له رسول الله: كيف أصبحت يا فلان؟ قال: أصبحت يا رسول الله موقنا، فعجب رسول الله من قوله، وقال له: إن لكل يقين حقيقة، فما حقيقة يقينك؟
فقال: إن يقيني يا رسول الله هو الذي أحزنني، وأسهر ليلي، وأظمأ هواجري، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها، حتى كأني أنظر إلى

(١) الوافي ج ٣ ص ٥٤ عن الكافي.
(٢) الوافي ج ٣ ص ٥٤ عن الكافي.
(٣) سفينة البحار ج ٢ ص ٧٣٤ عن فقه الرضا.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»