أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٢١
وعن الصادق عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: تكلم النار يوم القيامة ثلاثة: أميرا، وقارئا، وذا ثروة من المال.
فتقول للأمير: يا من وهب الله له سلطانا فلم يعدل، فتزدرده كما يزدرد الطير حب السمسم.
وتقول للقارئ: يا من تزين للناس وبارز الله بالمعاصي فتزدرده.
وتقول للغني: يا من وهب الله له دنيا كثيرة واسعة فيضا، وسأله الحقير اليسير قرضا فأبى الا بخلا فتزدرده (1).
وليس هذا الوعيد الرهيب مقصورا على الجائرين فحسب، وإنما يشمل من ضلع في ركابهم، وارتضى أعمالهم، وأسهم في جورهم، فإنه وإياهم سواسية في الاثم والعقاب، كما صرحت بذلك الآثار:
قال الصادق عليه السلام: العامل بالظلم، والمعين له، والراضي به، شركاء ثلاثتهم (2).
لذلك كانت نصرة المظلوم، وحمايته من عسف الجائرين، من أفضل الطاعات، وأعظم القربات إلى الله عز وجل، وكان لها وقعها الجميل، وآثارها الطيبة في حياة الانسان المادية والروحية.
قال الإمام الكاظم عليه السلام لابن يقطين: إضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثا، إضمن لي أن لا تلقى أحدا من موالينا في دار الخلافة الا بقضاء حاجته، أضمن لك أن لا يصيبك حد السيف أبدا، ولا يظلك

(١) البحار م ١٦ ص ٢٠٩ عن الخصال للصدوق (ره).
(2) الوافي ج 3 ص 163 عن الكافي.
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»