أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٢٨
الرياء نبلت وسعدت بشرف رضوان الله وقبوله، ومتى شابها الخداع والرياء، باءت بسخطه ورفضه.
لذلك كان الاخلاص حجرا أساسيا في كيان العقائد والشرائع، وشرطا واقعيا لصحة الأعمال، إذ هو نظام عقدها، ورائدها نحو طاعة الله تعالى ورضاه.
وناهيك في فضل الاخلاص أنه يحرر المرء من اغواء الشيطان وأضاليله (فبعزتك لأغوينهم أجمعين، إلا عبادك منهم المخلصين).
عوائق الاخلاص:
وحيث كان الاخلاص هو المنار الساطع، الذي ينير للناس مناهج الطاعة الحقة، والعبودية الصادقة، كان الشيطان ولوعا دؤوبا على إغوائهم وتضليلهم بصنوف الأماني والآمال الخادعة: كحب السمعة والجاه، وكسب المحامد والأمجاد، وتحري الأطماع المادية التي تمسخ الضمائر وتمحق الأعمال، وتذرها قفرا يبابا من مفاهيم الجمال والكمال وحلاوة العطاء.
وقد يكون إيحاء الشيطان بالرياء هامسا خفيفا ماكرا، فيمارس الانسان الطاعة والعبادة بدافع الاخلاص، ولو محصها وأمعن فيها وجدها مشوبة بالرياء. وهذا من أخطر المزالق، وأشدها خفاءا وخداعا. ولا يتجنبها الا الأولياء الأفذاذ.
كما حكي عن بعضهم أنه قال: قضيت صلاة ثلاثين سنة كنت
(١٢٨)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)، الرياء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»