أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٢٣
فأمر له بمركب، ثم أمر به بجارية وغلام، وتخت ثياب، في كل ذلك يقول: هل سررتك؟
فكلما قال: نعم، زاده حتى فرغ، فقال له: إحمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي فيه، وارفع إلي جميع حوائجك. قال: ففعل، وخرج الرجل فصار إلى أبي عبد الله عليه السلام، فحدثه بالحديث على جهته، فجعل يستبشر بما فعله.
قال له الرجل: يا بن رسول الله قد سرك ما فعل بي؟ قال: اي والله، لقد سر الله ورسوله (1).
وخامة الظلم:
بديهي أن استبشاع الظلم واستنكاره، فطري في البشر، تأباه النفوس الحرة، وتستميت في كفاحه وقمعه، وليس شئ أضر بالمجتمع، وأدعى إلى تسيبه ودماره من شيوع الظلم وانتشار بوائقه فيه.
فالاغضاء عن الظلم يشجع الطغاة على التمادي في الغي والاجرام، ويحفز الموتورين على الثأر والانتقام، فيشيع بذلك الفوضى، وينتشر الفساد، وتغدو الحياة مسرحا للجرائم والآثام، وفي ذلك انحلال الأمم، وفقد أمنها ورخائها، وانهيار مجدها وسلطانها.

(1) الوافي ج 10 ص 28 عن الكافي.
(١٢٣)
مفاتيح البحث: الظلم (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»