عقيلا سأل عليا عليه السلام فقال: إني محتاج، وإني فقير فاعطني. قال: إصبر حتى يخرج عطاؤك مع المسلمين، فأعطيك معهم، فألح عليه، فقال لرجل: خذ بيده وانطلق به إلى حوانيت أهل السوق فقل له دق هذه الأقفال، وخذ ما في هذه الحوانيت. قال: تريد أن تتخذني سارقا؟ قال: وأنت تريد أن تتخذني سارقا، ان آخذ أموال المسلمين فأعطيكها دونهم؟ قال: لآتين معاوية. قال: أنت وذاك. فأتى معاوية فسأله فأعطاه مائة ألف، ثم قال: اصعد على المنبر، فاذكر ما أولاك به علي وما أوليتك، فصعد فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس اني أخبركم أني أردت عليا عليه السلام على دينه فاختار دينه، وإني أردت معاوية على دينه فاختارني على دينه (1).
ومشى إليه عليه السلام ثلة من أصحابه عند تفرق الناس عنه، وفرار كثير منهم إلى معاوية، طلبا لما في يديه من الدنيا، فقالوا: يا أمير المؤمنين إعط هذه الأموال، وفضل هؤلاء الأشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن تخاف عليه من الناس فراره إلى معاوية، فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام: أتأمروني أن أطلب النصر بالجور، لا والله ما أفعل، ما طلعت شمس، ولاح في السماء نجم، والله، لو كان مالهم لي لواسيت بينهم، وكيف وإنما هي أموالهم (2).
وقال ابن عباس: اتيته (يعني أمير المؤمنين عليا) فوجدته يخصف