أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٠٩
وقال الراوي لعلي بن الحسين عليه السلام أخبرني بجميع شرائع الدين؟ قال: قول الحق، والحكم بالعدل، والوفاء بالعهد (1).
وقال الرضا عليه السلام: استعمال العدل والاحسان مؤذن بدوام النعمة (2).
أنواع العدل:
للعدل صور مشرقة تشع بالجمال والجلال، وإليك أهمها:
1 - عدل الانسان مع الله عز وجل، وهو أزهى صور العدل، وأسمى مفاهيمه، وعنوان مصاديقه، وكيف يستطيع الانسان أن يؤدي واجب العدل للمنعم الأعظم، الذي لا تحصى نعماؤه، ولا تعد آلاؤه؟!
وإذا كان عدل المكافأة يقدر بمعيار النعم، وشرف المنعم، فمن المستحيل تحقيق العدل نحو واجب الوجود، والغني المطلق عن سائر الخلق، الا بما يستطيعه قصور الانسان، وتوفيق المولى عز وجل له.
وجماع العدل مع الله تعالى يتلخص في الايمان به، وتوحيده، والاخلاص له، وتصديق سفرائه وحججه على العباد، والاستجابة لمقتضيات ذلك من التوله بحبه والتشرف بعبادته، والدأب على طاعته، ومجافاة عصيانه.
2 - عدل الانسان مع المجتمع:
وذلك برعاية حقوق أفراده، وكف الأذى والإساءة عنهم،

(1) البحار م 16 كتاب العشرة ص 125 عن خصال الصدوق (ره).
(2) البحار م 16 كتاب العشرة ص 125 عن عيون أخبار الرضا.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»