أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١١١
فمن العدل أن يستشعر الأحياء نحو أسلافهم بمشاعر الوفاء والعطف وحسن المكافاة، وذلك بتنفيذ وصاياهم، وتسديد ديونهم، وإسداء الخيرات والمبرات إليهم، وطلب الغفران والرضا والرحمة من الله عز وجل لهم.
قال الصادق عليه السلام: إن الميت ليفرح بالترحم عليه، والاستغفار له، كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه.
وقال عليه السلام: من عمل من المسلمين عن ميت عملا صالحا، أضعف الله له أجره، ونفع الله به الميت (1).
4 - عدل الحكام:
وحيث كان الحكام ساسة الرعية، وولاة أمر الأمة، فهم أجدر الناس بالعدل، وأولاهم بالتحلي به، وكان عدلهم أسمى مفاهيم العدل، وأروعها مجالا وبهاء، وأبلغها أثرا في حياة الناس.
بعدلهم يستتب الأمن، ويسود السلام، ويشيع الرخاء، وتسعد الرعية.
وبجورهم تنتكس تلك الفضائل، والأماني إلى نقائضها، وتغدو الأمة آنذاك في قلق وحيرة وضنك وشقاء.
محاسن العدل:
فطرت النفوس السليمة على حب العدل وتعشقه، وبغض الظلم واستنكاره. وقد أجمع البشر عبر الحياة، واختلاف الشرائع والمبادئ،

(1) هذا الخبر وسابقه عن كتاب من لا يحضره الفقيه للصدوق.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»