على تمجيد العدل وتقديسه، والتغني بفضائله ومآثره، والتفاني في سبيله.
فهو سر حياة الأمم، ورمز فضائلها، وقوام مجدها وسعادتها، وضمان أمنها ورخائها، وأجل أهدافها وأمانيها في الحياة.
وما دالت الدول الكبرى، وتلاشت الحضارات العتيدة، الا بضياع العدل والاستهانة بمبدئه الأصيل، وقد كان أهل البيت عليهم السلام المثل الأعلى للعدل، وكانت أقوالهم وافعالهم دروسا خالدة تنير للانسانية مناهج العدل والحق والرشاد.
وإليك نماذج من عدلهم:
قال سوادة بن قيس للنبي صلى الله عليه وآله في أيام مرضه: يا رسول الله إنك لما أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء، وبيدك القضيب الممشوق، فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة، فأصاب بطني، فأمره النبي أن يقتص منه، فقال: اكشف لي عن بطنك يا رسول الله فكشف عن بطنه، فقال سوادة: أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك، فأذن له فقال: أعوذ بموضع القصاص من رسول الله من النار يوم النار. فقال صلى الله عليه وآله: يا سوادة بن قيس أتعفو أم تقتص؟ فقال: بل أعفو يا رسول الله. فقال: اللهم أعف عن سوادة بن قيس كما عفا عن نبيك محمد (1).
وقال أبو سعيد الخدري: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله يتقاضاه دينا كان عليه، فاشتد عليه حتى قال له: أحرج عليك