إلا قضيتني، فانتهره أصحابه وقالوا: ويحك، تدري من تكلم؟!! قال: إني أطلب حقي.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: هلا مع صاحب الحق كنتم، ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها: إن كان عندك تمر فأقرضينا، حتى يأتي تمرنا فنقضيك. فقالت: نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله. قال: فأقرضته فقضى الأعرابي وأطعمه. فقال: أوفيت أوفى الله لك؟ فقال: أولئك خيار الناس، إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع.
وقيل: إن الأعرابي كان كافرا، فأسلم بمشاهدة هذا الخلق الرفيع، وقال: يا رسول الله ما رأيت أصبر منك (1).
وهكذا كان أمير المؤمنين علي عليه السلام:
قال الصادق عليه السلام لما ولي علي صعد المنبر فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:
إني لا أرزؤكم من فيئكم درهما، ما قام لي عذق بيثرب، فلتصدقكم أنفسكم، أفتروني مانعا نفسي ومعطيكم؟!! قال: فقام إليه عقيل كرم الله وجهه فقال له: الله، لتجعلني وأسود بالمدينة سواء، فقال: اجلس، أما كان هنا أحد يتكلم غيرك، وما فضلك عليه إلا بسابقة أو بتقوى (2).
وجاء في صواعق ابن حجر ص 79 قال: وأخرج ابن عساكر أن