أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١١٠
وسياستهم بكرم الأخلاق، وحسن المداراة وحب الخير لهم، والعطف على بؤسائهم ومعوزيهم، ونحو ذلك من محققات العدل الاجتماعي.
وقد لخص الله تعالى واقع العدل العام في آية من كتابه المجيد: إن الله يأمر بالعدل والاحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون (1).
وقد رسم أمير المؤمنين عليه السلام منهاج العدل الاجتماعي بايجاز وبلاغة، فقال لابنه:
يا بني إجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك، ولا تقل ما لا تعلم وإن قل ما تعلم، ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك.
أوصى عليه السلام ابنه الكريم أن يكون عادلا فيما بينه وبين الناس كالميزان، ثم أوضح له صور العدل وطرائقه إيجابا وسلبا.
3 - عدل البشر الأحياء مع أسلافهم الأموات، الذين رحلوا عن الحياة، وخلفوا لهم المال والثراء، وحرموا من متعه ولذائذه، ولم يكسبوا في رحلتهم الأبدية، الا أذرعا من أثواب البلى، وأشبارا ضيقة من بطون الأرض.

(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»