وصبيانهم كأنه من معنى الشهادتين أو من المعلوم من الدين بالضرورة وبهذا تتحقق أنهم في مقالاتهم تلك إنما يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ولم يكفهم ذلك بل زعموا أن مخالفيهم يكذبون ويبتدعون وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون.
والحق الذي لا مرية فيه أن عليا ع كان كما قالوا رجل الشجاعة وواحدها وكيف لا وهو صنو رسول الله ص وأشجعيته ع متفق عليها بين من عرف التاريخ الاسلامي لا يماري فيها إلا دجال رقيق الدين زمن المروءة مشاغب ولكنه ع لم يكن أشجع من أخيه رسول الله ص.
وقد علمنا يقينا بخروجه ص من بيته بمكة ليلا خلسة وباختفائه ثلاث ليال في الغار خوفا من قريش.
وعرفنا بكاء أبي بكر لما رأى سراقة مقبلا يجر رمحه وسراقة رجل واحد ولم تذكر عنه شجاعة وأبو بكر في زعم المطنطنين كان أشجع من علي وأكبر إقداما وأمض مضاربا وإن لم يعلم ذلك أحد ولم يروه أحد.
وقد قرأنا في كتاب ربنا جل وعلا ما حكاه عن نبيه نوح ع: رب إني مغلوب فانتصر: وما ذكره عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما غلبه عصاة قومه ولم تك له