تقوية الإيمان - محمد بن عقيل - الصفحة ٦٩
بل من الذين مردوا ومرنوا على النفاق وطبع الله على قلوبهم ممن أسلم كرها.
حقا إن بقاء علي ع حيا بين ظهراني أولئك القوم إلى أن فتك به أشقاها لم تقتله الجن ولم تغله الغيلان ولم يأكل أعداؤه لحمه نهشا بأسنانهم كما أكلت هند أم معاوية كبد عمه حمزة.
إن بقاءه تلك المدة من أكبر معجزات أخيه ص وهذا واضح جلي عند من يتنزه عن التمويه والتغرير.
تتميم إن قال قائل إنا نسلم جواز ما ذكرته عن أمير المؤمنين ع من التقية، ونقبله فيما كان قبل أن يستخلف، وأما بعد مبايعة عدول الأمة له، والتفاف الألوف المؤلفة حوله ناصرين له، فأي مانع له إذ ذاك من تغييره كل ما لا يراه حقا وصوابا؟ فليكن سكونه حينئذ عن ما كان من قبل رضاء به، وتقريرا له؟.
وجوابنا أنه ليس كل رئيس في جماعة يكون مطاعا، في كل شئ فكم من كافر صار رئيسا على مسلمين، وبالعكس، ولم يستطع تغيير أكثر ما يحب تغييره، وهذا أمر بين جلي.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة