فدخل على معاوية قال: علمت يا ابن عباس إن الحسن توفي قال ألذلك كبرت قال نعم قال والله ما موته بالذي يؤخر أجلك ولا حفرته بسادة حفرتك ولئن أصبنا به فقد أصبنا بسيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين ثم بعد بسيد الأوصياء فجبر الله تلك المصيبة ورفع تلك العبرة فقال يا ابن عباس ما كلمتك إلا وجدتك معدا (انتهى).
(سبحان الله) ما أجرأ معاوية على الله وعلى هتك محارم الله وما أعظم حلم الله تعالى عن الجبابرة من أعدائه وأعداء نبيه عليه وآله الصلاة والسلام يقتلون سبط رسول الله ويكبرون فرحا بموته وشماتة ولم تنزل عليهم صاعقة من السماء تستأصل شأفتهم لا يسئل ربنا عما يفعل إنما نملي لهم ليزدادوا إنما ولهم عذاب أليم (أخرج) الديلمي عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي.
(يقول) معاوية في بعض خطبه إن لله جنودا من عسل ولقد صدق فإنه قبل أن يقتل الحسن بن علي عليهما السلام بالعسل قد قتل به مالك الأشتر رضي الله عنه (وكان) من خبره كما ذكره ابن الأثير وغيره أن الإمام عليا كرم الله وجهه أرسل الأشتر عاملا على مصر فخرج إليها وأتت معاوية عيونه فعظم عليه ذلك وكان قد طمع في مصر فبعث معاوية إلى المقدم على أهل الخراج بالقلزم وقال له إن الأشتر قد ولي مصر فإن كفيتنيه لم آخذ منك خراجا ما بقيت وبقيت فلما انتهى الأشتر إلى القلزم استقبله ذلك الرجل فعرض عليه النزول فنزل عنده فأتاه بشربة من عسل قد جعل فيه سما وكان الأشتر صائما فسقاه إياه فلما شربها مات وأقبل معاوية يقول لأهل الشام إن عليا قد وجه الأشتر إلى مصر فادعوا الله عليه وأقبل الذي سقاه السم إلى معاوية فأخبره بمسلك الأشتر فقام خطيبا ثم قال: أما بعد فإنه كانت لعلي يمينان قطعت إحداهما بصفين يعني عمار بن ياسر وقطعت الأخرى