النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٨٨
اليوم يعني الأشتر. أمر أهل الشام بالدعاء على الأشتر تغريرا لهم ليظنوا أنه إن مات باستجابة الله دعاءهم.
(وبهذه الطريقة) نفسها قتل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد قال: أبو جعفر الطبري وكان السبب في ذلك ما حدثني عمر قال: حدثنا علي عن مسلمة بن محارب أن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد كان قد عظم شأنه عند أهل الشام ومالوا إليه لما عندهم من آثار أبيه ولعنائه في بلاد الروم ولشدة بأسه خافه معاوية وخشي منه فأمر ابن أثال النصراني أن يحتال في قتله وضمن له أن يضع عنه خراجه ما عاش وأن يوليه خراج حمص فلما قدم عبد الرحمن من الروم دس إليه ابن أثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه فشربها فمات بحمص ووفى له معاوية بما ضمن له (انتهى) (قلت) إنما أخذ عبد الرحمن بن خالد بما كسبت يداه فإنه كان مؤازرا لمعاوية وناصرا له وصديقا وخليلا قال الله تعالى: وهو أصدق القائلين الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين وقال رسول الله صلى الله عليه وآله من أعال ظالما على ظلمه سلطه الله عليه ولعل قتل بالسم كفارة بما سبق منه إن شاء الله.
(وقتل) عمرو بن العاص ومعاوية بن خديج محمد بن أبي بكر الصديق بعد فتحهم مصر لمعاوية وكيف قتلوه: منعوه الماء حتى اشتد عطشه ثم أدخلوه في جيفة حمار وأحرقوه بالنار ولما بلغ معاوية قتله أظهر الفرح والسرور وبلغ عليا عليه السلام قتله وسرور معاوية فقال جزعنا عليه على قدر سرورهم لا بل يزيد أضعافا وقال ألا إن مصر قد فتحها الفجرة أولو الجور والظلمة الذين يصدون عن سبيل الله وبغوا الإسلام عوجا ولما بلغ ذلك عائشة رضي الله عنها جزعت عليه جزعا شديدا وقنتت دبر الصلاة تدعو على معاوية وعمرو ولم تأكل من ذلك الوقت شواء حتى توفيت جازاهم الله بما يستحقون وما ربك بغافل عما يعملون وسيعلم الذين ظلموا أي
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»