النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٩٠
غضبه وسخطه.
(وهذا) كله في حق من قتل مؤمنا واحدا ولو لم يكن له من الفضل إلا النطق بالشهادتين كقتيل محلم بن جثامة وقد علمت أن الأرض لفظت القاتل حين دفن عظة للصحابة وإن كانت لتقبل من هو شر منه وإن النبي عليه وعلى آله السلام قال: حين سأله محلم أن يستغفر له اللهم لا تغفر لمحلم ثلاثا فكيف إذا كان المقتول الحسن بن علي وحجر بن عدي ومحمد بن أبي بكر وأمثالهم من أجلة الصحابة ثم كيف إذا كانت القتلى آلافا مؤلفة ومنهم فضلاء المهاجرين وأكابر الأنصار وأجلة الصحابة والتابعين فإن الخطب جسيم جدا لا يدخل تحت التصور.
(لا شك) أن قتلى الفريقين في صفين ومصر واليمن والحجاز في الحروب بين الإمام علي عليه السلام وبين معاوية كلها في عنق معاوية يطالب كل فرد منهم بدمه يوم القيامة عند الحكم العدل أما فريق الإمام علي عليه السلام فإن قاتليهم أتباع معاوية وفئته الباغية وهو الأمير عليهم والآمر لهم وأما الفريق الذي في جانب معاوية فإنه هو الذي غرهم وأغراهم وأغواهم وأجرى لهم الباطل في مجرى الحق وكذب عليهم وأقام لهم شهود الزور حتى ظنوا - إلا القليل منهم - إنهم على حق وهدى فبذلوا أرواحهم وقتلوا مع علم معاوية ويقينه - كما أقر به في كثير من مكاتباته ومحاوراته - إنه مبطل طالب للدنيا محارب للدين وأهل الدين وإن أنكر ذلك متعصبوا أشياعه وأنصاره:
ثم بعد هؤلاء من قتلهم عماله بسلطانه بعد موت الإمام علي عليه السلام كالمغيرة بن شعبة وزياد بن سمية وسمرة بن جندب وعمرو بن العاص ومسلم ابن عقبة وعبد الله بن زياد وغيرهم فكم قتل هؤلاء العمال من المسلمين وكم أسالوا من دماء الموحدين ظلما وعدوانا فكانوا يقتلون المسلمين إذا لم يجيبوهم إلى لعن الإمام علي بن أبي طالب وسبه وإلى البراءة من الدين الذي يدين الله
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»